– هل تحب رمضان؟!
– من منا لا يحب رمضان؟! أعتقد أنه لا يوجد مسلم حقيقي لا يحب الشهر الفضيل، فأسباب حب هذا الشهر لا تحصى، فشهر رمضان شهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر العتق من النار، وهذا مبتغى أي إنسان يعيش في هذه الدنيا، فكيف لا نحبه؟!
ورمضان شهر الخير والبركة، وشهر الجود والكرم، وشهر الصفح والتسامح، شهر التقارب وصلة الرحم، شهر الصبر والتقوى، شهر العمل والانتصارات، شهر النور والنفحات والعمل الصالح، رمضان سيد شهور السنة، كيف لا تحبه؟!
وأنا مثل باقي البشر أحب رمضان، ولكن الصفات الغريبة والمشبوهة التي أدخلها كثير من الناس على رمضان، هو ما أصبحت أكرهه بالتحديد.
فأنا أحب رمضان، ولكن لا أحب عصبية وضيق خُلق الناس في رمضان، فهذا جارك يرد لك التحية من طرف أنفه، وزميلك في العمل يتحرش بك ويشاكلك لأتفه الأسباب، وعندما تراجعه يعتذر لك ويرجع سبب ضيق أخلاقه إلى صيام رمضان.
أحب رمضان، وأكره تكاسل الصائمين وتخاذلهم عن أداء عملهم، وهروبهم من ساعات العمل، التي هي ملكي، وملك كل شخص يريد قضاء حاجة أو مصلحة ملحة، ويأتي هذا المتكاسل ليبرر تقاعسه بصيام رمضان!!
أحب رمضان، وأكره سائقي السيارات الصائمين في الشوارع، الذين يحولون النظام المروري إلى سيرك، كل واحد منهم يريد الأفضلية لنفسه ولسيارته، بصرف النظر عن أحقية الغير، منتهى الأنانية وعدم الالتزام، تصرفات عجيبة لا تحدث إلا في رمضان، تعطي انطباعا للغير بأن رمضان وصيامه هما السبب!!
أحب رمضان، وأكره اندفاع الفنانين – المسلمين! – لبذل كل الجهد والعرق لإلهاء الصائمين عن أداء فريضتهم بتقوى وورع، حتى أنني أكاد أشك في صحة صيام مسلم يجوع ويعطش بالنهار، ويسلي هذا الصيام بمشاهدة الفنانات العاريات الكاسيات وهن يتراقصن ويتمايلن ويتمايعن على شاشات الفضائيات، من خلال الأفلام والمسلسلات والبرامج التافهة، والتي لا أرى لها هدفا حقيقيا إلا إضاعة ثواب الصائمين، وكأن الشياطين توكل عنهم بعض الإنس للقيام بأعمالهم خلال فترة التصفيد!!
أحب رمضان، وأكره الاختراع الجهنمي الذي يسمي الخيم الرمضانية، وما تحويه من حفلات غنائية وراقصة واختلاط غير مبرر، يستنزف حسنات النهار الرمضاني الشاق بكل سهولة ويسر!
قال تعالى: “يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون”، وكل عام ورمضان مبارك، ودائما يبقى مباركا، رغم أنف المنافقين.