مقالات اجتماعية

عجيب أمر الرجال!

إذا سألت رجلا: بعيدا عن الجمال، ماذا تتمنى في شخصية المرأة التي ستقترن بها؟ ورغم أن الإجابة ستختلف بالتأكيد من شخص لآخر، إلا إنني أعتقد أن هناك قواسم مشتركة ستشترك معظم الإجابات فيها، هذه القواسم من وجهة نظري لن تخرج عن قوة الشخصية، استقلالية الرأي، الكبرياء والكرامة، وأخيرا الثقة بالنفس.

فالرجل قبل الزواج يفكر في زوجة تمتلك شخصية قوية، تستطيع أن تعبر من خلالها عن رأيها بشكل واضح، كما تستطيع أن تحدد مواقفها مما يدور حولها من أحداث وشخصيات، وهو يرى بذلك أن هذه الشخصية القوية ما هي إلا إضافة ايجابية لشخصيته، والرجل قبل الزواج يُبهر بالمرأة ذات الآراء المستقلة الوجيهة، والتي تضيف بعدا جديدا مفيدا للأحاديث التي تشارك فيها، كما أن الرجل قبل الزواج لا يستطيع إخفاء إعجابه بتلك المرأة صاحبة الكبرياء والكرامة، والتي لا يستطيع أحدا النيل منها بأي قول أو فعل، فكرامتها وكبرياؤها حدود لا يستطيع أحد الوصول إليها، وأخيرا يحب الرجل قبل الزواج الثقة التي تتحلى بها المرأة، فيجدها واثقة من نفسها ومن تصرفاتها، ويظهر ذلك على ملامحها وقسماتها، فتضيف بعدا جديدا لجمالها.

إلى هنا أعتقد أنه لا ضير في ذلك، فهذه الصفات الإيجابية لا يختلف اثنان على شخص يتحلى بها، لكن تبقى المشكلة بعد الزواج، فإذا وجد هذا الرجل المرأة التي تتصف بهذه الصفات التي كان يحلم بها، فما هو حكمه عليها، وكيف سينظر ويتعامل مع هذه الصفات التي اختارها هو بنفسه!!

الحقيقة أن بعض الصفات الإيجابية التي توجد في المرأة قبل الزواج، والتي ذكرت بعضها، هي ذاتها في الوقت نفسه قد تثير خوف الرجل وقلقه بعد الزواج، فهو عادة يضجر من مثل هذه الإيجابيات، ويتمنى أن تتحول هذه الصفات الحسنة إلى العكس كي يستطيع التعامل مع شريكته، وتظل له اليد الطولى عليها.

فتجد الرجل – نفس الرجل! – الذي كان يتمني أن تكون زوجته قوية الشخصية، تجده بعد الزواج يتضايق من هذه الصفة، لأنها تطغى على شخصيته، وهو لا يريد بكل تأكيد أن يظهر أمام الناس صاحب شخصية مهزوزة، خاصة بالمقارنة بزوجته.

كذلك تجد الرجل المبهور بآراء المرأة المستقلة قبل الزواج، تراه بعد الزواج يتضايق من أن زوجته لا تعتمد عليه بالشكل الكامل في اتخاذ القرارات مثل باقي الزوجات، فيشعر وقتها بنقص في رجولته وبعدم بسط سيطرته تماما عليها.

وتجد الرجل المعجب بكبرياء المرأة وكرامتها قبل الزواج، لا يحب ذلك عندما يتشاجر معها وينفعل عليها وقد يريد أن يهينها أو حتى يضربها، فترفض ذلك رفضا قاطعا، وتهدده بالانفصال عنه إذا فكر في ذلك.

أما الرجل الذي يحب المرأة الواثقة من نفسها قبل الزواج، فإنه لا يتحمل بعد الزواج أن تعامله بهذه الثقة الزائدة، فلا تتوسل إليه، ولا تغير عليه، ولا تقول له: كنت سهران فين، ولا عند مين.؟؟

عجيب أمر هؤلاء الرجال!!

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x