مقالات اجتماعية

ذات الوجهين!

عندما تحدثت عن استخدام المرأة لسلاح الدموع ضد الرجل، تلقيت تعليقات كثيرة وعنصرية كلها هجوم كاسح ضدي، وكأني تجنيت في رأيي هذا على المرأة، والحقيقة إن قدماء المصريين والصينيين والهنود وغيرهم تكلموا عبر العصور عن هذا السلاح الفتاك الذي تستخدمه المرأة مع الرجل، وبالتالي فما قلت رأيي فيه ما هو إلا حقيقة راسخة منذ قديم الأزل.

وكنت أنوي هذا الأسبوع أن أتحدث في موضوع آخر، إلا أن زميلي محمد حلمي أصر أن أواصل الحديث في هذا الموضوع ولكن بشكل آخر، بالرغم من معارضة زميلنا محمد الشرشابي الشديدة، فحلمي كان من مؤيدي مقالي الماضي، أما الشرشابي فدائما ما ينصحني بعدم مهاجمة النساء، ويتهمني بأنني لا أحبهن، رجما بالغيب طبعا، لأنه لا يوجد رجل سوي لا يحب ذلك المخلوق الرقيق المسمي بالمرأة!

وبعيدا عن رأي هذا وذاك، فالمرأة كائن عجيب، لديه القدرة على ارتداء عدة أقنعة في وقت واحد! وقبل أن يتواصل علىَّ الهجوم، دعوني أثبت لكم تلك الرؤية بمثل واحد فقط من خلال الواقع الذي نعيشه جميعا، فالمرأة التي تلعب دور الحماة، تتصرف بطريقتين مختلفتين تماما، ترتدي الثوب الأبيض عندما تتعامل مع زوج ابنتها، فتعامله معاملة رقيقة ودافئة وكأنه ابنها، حتى إنها دائما ما تقف معه ضد ابنتها إذا ما نشبت بينهما مشكلة، ولو كان هو المخطيء!! فالحماة صديقة زوج ابنتها، والصدر الحنون الذي يستوعبه، ويستوعب مشكلاته، نفس هذه المرأة الحماة تتعامل مع زوجة ابنها على النقيض من ذلك تماما، فتحاول أن تفرض رأيها عليها بقوة النفوذ والجبروت، فهي أم الرجل، وهي الست الكبيرة، “والشورة شورتها والقولة قولتها”، ويجب ألا تفعل الزوجة أى شيء إلا برأيها وتحت مراقبتها. والغريب ان هذه الحماة تستطيع أن تمارس هذين الدورين فى نفس الوقت بكفاءة عالية واقتدار!

وبالرغم من المعاناة التي قد تعانيها الزوجة من جبروت حماتها، والذي تظهر معه بصورة الحمل الوديع الذي يعيش مع الذئب في بيت واحد، فإننا نجد ان هذه الزوجة تلعب في معظم الأحيان دورا أسوأ من دور حماتها، ولكن على طريقتها الخاصة، فالزوجة لا تستطيع أن تجاري حماتها صراحة في الكلام والأفعال، لأنها بذلك ستثير حفيظة زوجها والناس من حولها ضدها، وهنا تلعب الوجه الآخر من اللعبة، وهي اللعبة التي تجيدها وتستطيع التفوق فيها في مثل هذه المواقف، وينطبق عليها المثل: ضربني وبكى، وسبقني واشتكى!

أعرف سيدة كانت صديقة حميمة لإحدى مرؤوساتها في العمل، ومن درجة ارتباطها بها وإعجابها بشخصيتها وأخلاقها اختارتها لتكون زوجة لابنها، سارت الأمور على ما يرام حتى تم الزواج وهنا تحولت العلاقة بينهما من علاقة صداقة الى علاقة حماة وزوجة ابنها، وانقلب الحال تماما، والنهاية معروفة بطبيعة الحال.

والسؤال هو: إذا كانت الحماة واحدة، فلماذا ترضى لزوجة ابنها مالا ترضاه لابنتها، وكيف تتعامل مع نفس الحدث وفي نفس الوقت بطريقتين مختلفتين، طريقة مع زوج ابنتها، وطريقة مختلفة تماما مع زوجة ابنها؟!

سؤال لا أعرف له إجابة!!

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x