الطبيعي أن يكون الرجل عنيفا، فالرجل بطبيعته خُلق قويا ليفي بالمتطلبات التي أوجده الله من أجلها، ومن الطبيعي أن تجد رجلين يتصارعان، أو تجد رجلا يضرب امرأة أو طفلا، فطبيعة قوته تسمح بذلك، إلا أنه من غير الطبيعي أن تجد طفلا يضرب رجلا، أو أن تجد سيدتين تشتبكان بالأيدي، أو أن تجد امرأة تضرب رجلا!! كانت هذه المشاهد الغريبة تجسدها لنا الأفلام العربية القديمة في صورة مشاهد كوميدية ساخرة، نضحك من قلوبنا على اعتبار أنها مشاهد خارقة، مجرد تمثيل.
هذا هو الوضع الذي كانت عليه الحياة منذ قديم الزمن، وهو الوضع الذي كان يجب أن يستمر، إلا أننا نجد معظم النساء انسلخن من طبيعتهن بدعوى التحرر، حتى أصبحت الواحدة منهن مسخا، فلا هي امرأة رقيقة المعالم والطباع، ولا هي رجل قوي شجاع، إنها مسخ بين هذا وذاك، ولا عزاء لمحبي الجنس اللطيف!
عنف المرأة أصبح ظاهرة، وذلك بالطبع ليس في مجتمعاتنا العربية والإسلامية فقط، وإنما في كل المجتمعات حتى التي يصفونها بالمتحررة، باعتراف النساء أنفسهن، ويتخطى العنف النسائي كل أشكال العنف ليصل إلى العنف ضد الأزواج، وللوهلة الأولى قد لا يتخيل كثيرون مثلي كيف تمارس المرأة العنف ضد زوجها؟ يعني إيه؟! كيف تضرب الزوجة زوجها؟ وهل هذا الضرب نابع من منطلق قوة المرأة نفسها أم من منطلق ضعف الرجل؟! أم من اضطراب وتغيير طبيعة العلاقة الزوجية والتي من المفترض أن يكون للرجل فيها القوامة بالإنفاق مثلا؟.
الأخبار والأرقام التي أتابعها عن هذا الموضوع لا تبدو على درجة عالية من الدقة، فكيف بالله أن نعرف بالتحديد كم زوجة تضرب زوجها، كيف سيتم الإبلاغ عن كل حالة عنف ضد الأزواج، المنطق يقول إن المعتدي لا يبلغ عن اعتدائه ضد الغير، كما أنه ومن الصعب جدا أن يبلغ زوج عن ضرب زوجته له، فإذا كانت زوجتي – مثلا مثلا- تضربني، هل سأكون بالسذاجة التي تجعلني أخبر أصدقائي بذلك؟! بالطبع لا، وبالتالي فلن يكون هناك إحصائيات دقيقة يمكن الاستناد عليها في هذا الموضوع.
كنت أتصور أن مصر تتصدر الدول العربية في عنف الزوجات ضد أزواجهن، بسبب كثرة الأخبار والحوادث التي نسمع ونقرأ عنها يوميا، إلا أن الأرقام المعلنة تقول غير ذلك، فمصر تحتل المرتبة الثانية عربيا في عنف الزوجات بنسبة 28%، بعد لبنان التي احتلت المركز الأول بنسبة 53%، وهي نسب مرعبة، إذا ما علمنا أن هذه النسب هي المعلنة والمبلغ عنها فعليا، وهو أمر في غاية الصعوبة كما ذكرت، وتصل هذه النسبة إلى 11% في الهند، والى 17% في بريطانيا، و23% في الولايات المتحدة.
العجيب في هذه الأرقام، إنها تتزايد في بلادنا العربية، بالرغم من اتهام الجميع لنا بأننا مجتمع ذكوري، فماذا كانت ستفعل الزوجات بنا إذا كنا في مجتمع أنثوي؟! مجرد سؤال..
وللحديث بقية..