مقالات اجتماعية

فتش عن السائقة!

قيادة السيارة أصبحت صعبة جدا، فالشوارع ضيقة ومزدحمة ولا تستوعب طوفان السيارات التي تسير بداخلها، وفترات الوقوف في الإشارات أصبحت طويلة جدا، وكل الناس تذهب إلى عملها وقضاء حاجاتها في وقت واحد تقريبا، لكن الأصعب من ذلك في ظل هذه الحالة الخانقة ذات الجوانب المتعددة، هو وجود سائق لا يحترم القانون، أو تصرف غير لائق لسائق ليس لديه أي قدر من الذوق أو اللياقة، أما الأصعب على الإطلاق فهو ذلك السائق الذي لا يعرف القيادة من الأساس، لا تركيز، ولا قدرة على التحكم في السيارة، ولا سرعة بديهة للتصرف في الأوقات الحرجة، ولا أي شيء، فإذا وضعك حظك العاثر وراء أو بجانب سيارة يقودها شخص من ذلك النوع الأخير، ففتش عن المرأة.

لا أستطيع أن أطلق تعميما جزافيا بعدم قدرة المرأة على قيادة السيارة، وأكون غير محق إذا قلت بأنهن غير جديرات بالقيادة، فعائلتي على سبيل المثال بها عدة سيدات محترفات قيادة سيارات، كما إن عددا غير قليل من السيدات يقدن بمهارة وتحكم كبيرين، ولكنهن في النهاية فئة قليلة جدا، ولا أحد ينكر أن المرأة أكثر من الرجل احتراما لقوانين المرور، وأكثر التزاما بالإشارات واللوحات الإرشادية، كما إنها أكثر حرصا وأقل تهورا ومجازفة، وأقل سرعة في القيادة من الرجل، إلا إنه ومع كل هذه المميزات فإنك لا تكاد تقع في مشكلة مرورية من أي نوع أثناء السير إلا وتجد سيدة جزءا من سبب هذه المشكلة.

وأسباب الأزمات التي تحدثها النساء خلال قيادتهن للسيارة متعددة، فعلى سبيل المثال الحرص الشديد يجعل حركتها بطيئة، فإذا وجدت نفسك وراء سيارة تسير ببطء في طريق سريع مما أحدث ارتباكا للسيارات من حولها، وبعد عناء استطعت أن تتخطى هذه السيارة، تجد سائق السيارة امرأة تتحدث في الموبايل، وإذا وجدت السيارة التي تسير بجانبك “تحدف” عليك، وتخرج من حارتها وتدخل، ولا تمشي في خط مستقيم، انظر داخل السيارة ستجد امرأة تتحدث مع صديقتها أو أطفالها، وإذا كنت تسير ليلا ولم تستطع الرؤية بسبب الضوء العالي من السيارة التي تسير خلفك، فخفف سرعتك وانتظر حتى ترى من ييقود هذه السيارة فستجد امرأة نسيت النور العالي، أما إذا كنت متأخرا عن عملك ووقفت في إشارة المرور تنتظر الإشارة الخضراء بفارغ الصبر، وفتحت الإشارة وانطلقت كل السيارات ما عدا السيارة التي أمامك، فأسرع قليلا بعد أن تنطلق، حتى ترى من يقود هذه السيارة، فستجد سيدة كانت تراجع طرحتها أو “توضب مكياجها” في المرآة، أما إذا كانت المرأة حديثة العهد بالقيادة فحدث ولا حرج!!

وحتى نكون منصفين للمرأة، فلابد أن نعترف أن عددا كبيرا من السيدات اللاتي يقدن سياراتهن يتعرضن لكثير من المضايقات والتحرشات من بعض الصبية والمراهقين، بل وبعض الرجال ضعاف النفوس، مما يربكهن ويخرجهن من تركيزهن، مما قد يسبب المشكلات، ولكنني أرجع ذلك أيضا لقلوبهن الضعيفة، وخوفهن، وعدم قدرتهن على التحكم في أعصابهن والتعامل مع أي مشكلة على الطريق بطريقة مناسبة.

هذا قدرنا الذي لا نستطيع الفرار منه!

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x