مقالات اجتماعية

كذب المتزوجون ولو صدقوا!

عندما يريد رجل متزوج أن يتعرف إلى امرأة أخرى لابد أن يكذب، وعندما يتعرف عليها فانه يكذب، وعندما تستمر العلاقة بينهما فانه يستمر في الكذب،وهكذا,فإن أساس علاقة المتزوج بأي فتاة أو امرأة أخرى هي الكذب!!

الكذب يبدأ منذ لحظة التفكير الأولى في امرأة أخرى، يكذب الرجل على نفسه لتبرير نيته في الأمر الذي يخطط له، فيقول إنني مللت زوجتي،ومللت من الحياة معها, أصبحت تهملني ولا تهتم إلا بأولادها وبيتها،لقد أصبحت شيئا ثانويا في حياتها،وبالتالي فإنه يصدق كذبه ليبرر فعله.

وعندما يبدأ في التعرف عليها فإنه ينسج الأكاذيب والخيالات حتى يقنعها بحيثيات هذه العلاقة وأهميتها بالنسبة له وللظروف القاسية التى يعيش فيها مع زوجته،أو الظروف الإنسانية الصعبة التي جعلته يبقي عليها حتى هذا الوقت!!

وهكذا تتطور الأكاذيب مع تطور العلاقة وتوطدها، فتدخل الأكاذيب في كل ما يقال عن الزوجة، حتى أن الزوج يكاد يقول عكس ما يفعله مع زوجته،وعكس ما تفعله زوجته معه، فإذا كان يقول لزوجته عندما يدخل البيت – مثلا – السلام عليكم يا حبيبتي بابتسامة رقيقة، فإنه يكذب ويقول انه كلما دخل البيت فانه يكشر في وجهها ويقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،أو عندما دخل وقال لها مساء الخير وردت عليه مساء النور، فنهرها وقال لها أنت كمان بتردي عليَّ،وضربها قلمين على وجهها!! أعرف رجلا متزوجا كان يحب فتاة صغيرة، وكان يوهمها ان علاقته بزوجته منتهية منذ سنوات، وعندما عرفت الفتاة ان زوجته ترقد في مستشفى الولادة، اعتذر لها وعاهدها بانها غلطة لن تتكرر!! وهكذا هي طبيعة معظم هذه الأنواع من العلاقات.

ومن النادر أن يرفض رجل اهتمام أو إعجاب امرأة به،بل على العكس،فعندما يضع القدر امرأة أمام رجل متزوج،فإنه يعيرها بعض الاهتمام ليلفت نظرها ويجتذب شعورها تجاهه، سواء كان هذا الاهتمام نابعا من شعور ايجابي نحوها أم لا،فالأمر بالنسبة للمتزوج لا يختلف كثيرا، فهو يعيش حياة مستقرة مع زوجته وأولاده،لاشيء سيتكلفه من هذه العلاقة، لا ماديات ولا تضحيات ولا زواج،الأمر بسيط جدا، إنها لعبة إضافية مجانية لذيذة ومسلية!!

لكن يبقى السؤال على الجانب الآخر، إذا كان الكلام الذي كتبته الآن ليس سرا على أي فتاة أو امرأة، فلماذا إذا يصدقن هذا الكذب البين من الرجال المتزوجين؟! في اعتقادي ان مثل هؤلاء السيدات يعرفن جيدا هذا الكذب، بل ويحفظنه من الروايات والأعمال الدرامية التى تناولت مثل هذه الموضوعات، إلا انهن يردن أن يكذبن هذا الكذب حتى يصدقنه، فالمرأة أيضا تعرف الكذب في مثل هذه الحالات وتجيده، فإذا سألت امرأة متزوجة أو أما لزوجة، عن رأيها في تعدد الزوجات، ستسوق لك أدلة من الكتاب والسنة والحكم والتقاليد بأن الزوجة الواحدة هي الأصل في الزواج وتعدد لك قيمة تطبيق هذا الأمر وفضائله على المجتمع، أما إذا سألت امرأة أرملة أو مطلقة أو أما لزوج،عن نفس الأمر،ستسوق لك أيضا أدلة أخرى لا تقل عن الأدلة الأولى، بأن الأصل في الزواج هو التعدد، وقيمة هذا التعدد وفضائله على المجتمع،وهذا ما يعود بنا لنقطة البداية.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x